الجمعة، 23 مارس 2012

أين الجنوب يارئيس الدولة؟


(1)ـ من قتل باسل؟
باسل بركات مواليد عدن نشاء في ظل حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لكنه لم ينضم الى المنظمات القاعدية التي كانت تنظمها حكومة الحزب الاشتراكي الحاكم في الجنوب انذاك كان يعيش في حلمه الخاص بعيدا عن كل مؤثرات سياسية ثورية يحلم بسلام ورخاء ويامل ان ياتي هذا اليوم وهو يتابع ايامه المدرسية وحين انهى دراسته وجد وظيفة في مؤسسة الاسماك وكان يثابر على اداء عمله اليومي بالتزام قانع بكل حياته لولا ضيق العيش الذي تعرض له ووالديه بعد هجرة اخوته الاكبر وقيام الدولة بتأمييم محطة البنزين ومعرض الاثاث الذي كان يملكه والده ولولا ان ابوه يجيد اللغة الانجليزية ويقوم بترجمات لمكاتب المحاماة وبعض المؤسسات لجرتهم الفاقة الى هاويتها , قررت الاسرة الرحيل الى شمال الوطن حيث يقول من رحلوا قبلهم ان هناك مجال اوسع من الحرية والمزيد من الاشغال.
انتقل باسل مع اسرته لتتشقق قدميه ويواجه بسؤال دائم في كل مؤسسة يدخلها للبحث عن عمل " انت جنوبي؟" وحين يرد بالايجاب يعيد له المسئول اوراقه قائلا له بالعودة بعد فترة اذ لاتوجد وظائف خالية, كاد باسل يعتقد ان تسميته بجنوبي هي سبة وليست انتماء لمسقط رأسه. وكانت لقدرة والده على الترجمة دورها بان تصبح هي المصدر لعيش الاسرة في شمال الوطن ايضا.
واعلنت الوحدة في 1990 الا ان الاسرة لم تستعجل الرجوع الى عدن لكنهم قرروا العوده الى دارهم بعدحرب 1994 اذ ظنوا ان السلطة القائمة على الحكم اصبحت مسيطرة على اليمنين وانهم سيتمكنون من استرداد اموالهم المصادرة ويعودون للعيش بسلام في المدينة التي سكنوها واحبوا رائحة بحرها وهوائها!
عاد باسل مستبشرا وسعيدا الى مكان عمله الاول بطلب العودة لمباشرة العمل وشعر بالسعادة حين قبل طلبه وظل يثابر عليه كما كان ليفجاء في نهاية الشهر ان اسمه لم ينزل في حساب كشوفات الرواتب لأن التعيين الرسمي يجب ان ياتي من العاصمة, في هذه الاثناء كان والد باسل يحاول استخراج اراضيه واملاكه وظل يدور من مؤسسة الى اخرى ليفجاء ان محطة البنزين التابعه له قد تملكها احد ضباط الجيش القادمين من الشمال وان الافضل له ان يدخل لسانه في فمه ويقنع بالعيش بسلام والا لن يحصل له طيب.
في هذه الاثناء ظل باسل يتابع اجرآت العمل الذي يقوم به بدون راتب لشهور طويلة وحين قررت الاسرة ان عليه الاستقرار والزواج وسيقوم الجميع من اخوته بمساعدته. اذ لاقدرة لوالده بعد ان عجز عن استرداد حقه وما يملكه.
تزوج باسل ورزق بولدين كانا لأبيهم وجدهم وجدتهم العوض في كل شيئ.عوض تبدد المال المفقود وهجرة الابناء وقنع باسل ووالده ان يعيشا من الترجمة ومحل لبيع اطارات السيارات القديمه الى ان بدأت الاحداث الاخيرة قبل عام بانتفاض الثورة وثارت عدن كما ثارت بقية المدن لكن باسل بطبيعته المسالمة لم يذهب مع الشباب ولم يعتصم مع من اعتصم واحتفظ بما يفكر به لنفسه قانعا بالعيش ووالديه وولديه بسلام ومتجنبا كل مامن شأنه ان يخيف والدته التي تصاحبه بالدعاء والتحذيرات ان يبعد عن المناطق التي يطلق فيها الرصاص, الرصاص الذي اصبح شائعا سماعه دون ان يعرف مصدره,وكانت اجابة باسل الدائمة لأمه لو اجل الواحد ان يموت برصاصة فستاتي اليه وهو بداخل البيت.
اشترى باسل قاته لذلك اليوم ووضعه في المكان الذي اعتاد ان يضعه فيه ثم خرج لشراء شيئ ينقصه وطالت غيبته وظلت امه تنتظر عودته من شباك المنزل موزعة النظر بين قات باسل ومراقبة الطريق لابد ان يعود حتى لو كان ينوي التخزين لدى احد الاصدقاء فلابد ان يعود ومرت الساعات لكن باسل لم يعد
لم يخزن ذلك اليوم لأنه عاد الى البيت فاقد الحياة قتل باسل برصاصة من فاعل لأنه عبر عن رأيه برغبته بسلام وامان مدينته, ظن انه يتحدث مع رجال لم يكن يعلم ان هناك بلطجية مازالوا يغتالون احلام الشباب لمصلحة جهة ما دون تمييز او تفكير ماذا يقول القائل! ليس لشيئ غير ان يشاع الرعب والخوف في المدن اليمنية.
(2) ماذا بعد:ـ
قد يكون اسم باسل اسم حقيقي او مستعار لكن المهم ان قصته لها اساسها الواقعي اذ ترتعب مدينة عدن اليوم خوفا على شبابها ان يخرجوا بلا عودة بعدها اذ يغتالهم الرصاص دون يعلم الفاعل.
آن للكل ان يقر بحقيقة ان هناك بالفعل قضية في الجنوب تحتاج الى اخذها بعين الاعتبار فهذا الجزء من الوطن عانى سكانه من السلب والنهب والتدمير على مدى طويل وهاهي مدنه تطحن بين قطبي رحى صلبة وقاسية تدمر كل الاحساس بالامان,قطب العيش الصعب وقطب الموجات الطفيلية التي تدمر وتقتل.
ان للدولة ان تظهر في الجنوب لتعيد لكل ذي حق حقه وتشيع الامان في المدن الجنوبية رافة ورحمة باسرها ومواطنيها, يجب الا يغيب حضور الدولة عن المدن , ويجب ان يساند الجيش بكل فئاته الدولة لااريد ان اتساءل اين ذهب جيش اليمن لتحل هذه الفوضى لقد كان الحكم السابق سبب في كل هذا والان ذهب ذلك الحكم لذا يجب على الدولة وضع خططها لأستعادة الامان والسلام ولا ينس قادة الجيش ممن لازالوا يعتقدون انهم يتبعون الحكومة السابقة انهم يتبعون امة وان قسمهم العسكري الذي اقسموه كان قسما من اجل الوطن لامن اجل فرد او اسرة, آن الآوان ان يفيقوامن غيهم وان يعملوا على ان يعود السلام لليمن وان يجتثوا كل هذه الدعوات الطفيلية التي تعمل على حرق الوطن وليقف الوطن يد واحدة كي لانتفتت الى اشلاء ويقتل مع باسل في كل دارمن دورنا باسل اخر لا في عدن وحدها ولكن في عموم اليمن.
(3) عزاء..........
لأصيل وفراس باسل بركات العزاء في استشهاد والدهما ولجميع آل بركات الصبر والسلوان وانا لله وانا له لراجعون ولتكن بقدرة الله خاتمة الاحزان لعموم الوطن, ولا بد ان يأخذ الجناة جزائهم القانوني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق